يوم المرأة العالمي في اليمن: مشاركة المرأة وسط الحرب

في يوم المرأة العالمي، تحدثنا مع الناشطة اليمنية والمدافعة عن حقوق المرأة أشجان شريح عن دور المرأة في إحلال السلام في اليمن.

© Anastasya Eli 

"أخص رسالتي بالشابات أن المشاركة الفاعلة لهن في مجتمعاتهن لا يعد حق لهن فحسب بل واجب عليهن المشاركة في بناء مجتمعاتهن."

ترأس أشجان شريح مؤسسة ألف باء مدنية وتعايش وهي منظمة يمنية شريكة لسيفرورلد تهتم بتمكين المجتمع المدني ونشر  المساواة والاحترام والمشاركة الشاملة. تعمل أشجان على تأهيل ورفع وعي النساء والشباب في القوانين الدولية وحقوق الإنسان وسبل إرساء السلام ونبذ العنف.

"بسبب موقع عدن الجغرافي* وتنوع نسيجها المجتمعي اتسمت مدينتي بالتعايش والمدنية فيها. لكن مدينة عدن كانت إحدى ساحات الصراع بين أطراف الحرب الذي كان له تأثير مباشر على إحداث تغييرات سواء في حياتي أو بدوري في المجتمع. فاضطريت حيث فرض عليي الصراع النزوح من منطقتي ولعب دور جديد وهو العمل الإغاثي أثناء الصراع. واستمر تأثير الصراع حتى بعد انسحاب طرف أنصار الله من عدن حيث شهدت عدن انفلات أمني وانتشار الجماعات المسلحة والمتطرفة منها وزادت الحاجة ملحة إلى مواجهة تلك المظاهر وإعادة نشر ثقافة التعايش وقبول الاخر بشكل أساسي."

تحولت أدوار وتجارب المرأة أثناء الصراع في اليمن وأثر تردي الوضع الأمني وتزايد الصعوبات على تقلص فرص المرأة على الصعيد المجتمعي والسياسي والاقتصادي.

"بشكل عام، يوصف المجتمع اليمني بالمجتمع القبلي المنغلق في معظم مناطقه الذي لديها معايير اجتماعية تزيد من تقييد دور المرأة والذي يفرض على المرأة أدوار محددة فمثلا في الجانب الاجتماعي تقيد المرأة بعمل المنزل وتربية الأطفال فقط. كما أن هناك مناطق تحرمها من الإرث كمنطقة يافع في محافظة لحج. وبالنسبة للعمل خارج المنزل فيمكن السماح لها بالعمل في مجالي التعليم والتمريض."

ألف باء وسيفرورلد تعملان معا على دعم المبادرات المجتمعية التي تعالج مخاوف الأمن والسلامة في المجتمع. وتهتم المؤسستان في توفير مجالات تسمح للمرأة بلعب دور نشط في العمل المجتمعي، من حضور تدريبات ومناصرة الجهات المعنية وقيادة المبادرات. فتضمنت مثلا المبادرات السابقة إحياء الأماكن الحيوية ككورنيش خور مكسر في عدن وتركيب إنارات في الشوارع للحد من حوادث التحرش خاصة ضد النساء وإيجاد حلول للإمدادات الكهربائية والمياه التي كانت تؤدي لحدوث خلافات محلية.

 

"دور المرأة في إحلال السلام في اليمن مهم ومحوري ليس لكونها المتضرر الأكبر من الحرب وآثاره بل لأن المرأة تشكل الجزء الآخر من التكوين المجتمعي ويفترض مشاركة المرأة في كل مراحل بناء السلام وفي جميع المستويات.

وصل دروة الحراك النسوي الكبير في الأربع سنوات الأخيرة قبل الحرب (٢٠١١ - ٢٠١٤)، وكان أهم نتائجه ما تضمنته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي أقر نظام ال<<كوته>> للنساء ومشاركة المرأة في جميع المجالات وعلى جميع المستويات بنسبة لا تقل عن ٣٠٪. وكنت قد شاركت في مؤتمر الحوار الوطني الذي عملت من خلاله مع بقية زملائي الأعضاء باستخراج قرارات تضمن كافة الحقوق لجميع أفراد المجتمع المدني بالرغم من أن مشاركتي في المؤتمر تعتبر مخاطرة كوني كنت ممثلة فيه للمكون الحراكي [الجنوبي] الوحيد الذي قبل المشاركة في المؤتمر في حين رفضت جميع المكونات الحراكية المشاركة. إلا أنه بعد ٢٠١٥ شهد [الحراك النسوي] تراجعاً الذي أضعف من المشاركة الفاعلة للمرأة وكان أهم مؤشر لذلك ضعف مشاركة النساء في مفاوضات السلام الجارية حالياً.

ويمكن أن نقول إن الحراك النسوي الفعال بدأ يستعيد عافيته بشكل نسبي حيث انشأت عدة مكونات نسوية نشطت على المستوى المحلي والمحافل الدولية بهدف دعم دور المرأة للمشاركة في بناء السلام على جميع المستويات. لكن المجتمع الدولي لديه دور مهم وملح في دعم مشاركة المرأة من اجل السلام في اليمن. فبالرغم من وجود قرارات دولية تدعم المرأة كقرار [مجلس الأمن] (١٣٢٥) إلا أن النساء في اليمن تجدن صعوبة في تنفيذه لتخاذل كل القوى السياسية والمجتمعية في اليمن ولا سيما الأطراف المفاوضة من دعم وإشراك المرأة في عملية السلام."

في ظل تركز الاهتمام الدولي فيما يخص جهود السلام في اليمن بالمفاوضات الرسمية بين أطراف الصراع، غالباً ما يتم إهمال أصوات اليمنيين وجهود النساء. تدعو منظمة سيفرورلد المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم الدعم المباشر للمجتمع المدني اليمني بما في ذلك المنظمات النسائية لبناء الجسر بين بناء السلام على المستوى المحلي والتغيير السياسي الرسمي.

"مطلوب من المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغط على جميع الأطراف في اليمن نحو مشاركة المرأة من جهة وتقديم الدعم المباشر للنساء من أجل تمكينهن وتأهيلهن لمساعدتهن في تحقيق مشاركة فعالة في تحقيق السلام في اليمن."

 

* تعد عدن مدينة ساحلية مؤلفة من عدة مكونات اجتماعية متنوعة نتيجة تاريخها كمركز للتجارة والهجرة.